الأربعاء، 11 يونيو 2014

خطبة المؤلف


 إن العصور العظيمة تستدعي رجالًا عظماءًا. هناك أبطال مجهولون يتسمون بالتواضع، فهم لا يحظون بالتألق التاريخيّ الذي يحظاه شخص كنابوليون، مثلًا. إذا قمنا بتحليل شخصيّتهم نجدها تتفوّق، في عظمتها، تتفوّق حتى على عظمة الإسكندر المقدوني. في أيّامنا، وأنت تتجول في شوارع مدينة براغ، قد تصادف رجلًا ذات ملابس رثّة لا يعي الأهميّة  التاريخيّة التي يحظاها ونحن على عتبة هذا العصر العظيم الذي ينتظرنا. تراه يمشي في حال سبيله، دون أن يسبّب لأحد إزعاجًا.  كذلك الصحفيّون لا يسبّبون له الإزعاج أبدًا، ولا يلاحقونه من أجل مقابلة صحفيّة. إذا سألته بنفسك عن إسمه، يجاوبك، ببساطة وتواضع: "اسمي شفيك..."

  وهذا الرجل ذات الملابس الرثّة، المتواضع، مطمئن البال، هو بالفعل ذاك الجندي الباسل والشجاع المعروف بين الناس باسم الجندي الطيّب شفيك. في أيّام الحكم النمساوي كان اسمه على لسان كل مواطني مملكة بوهيميا؛ وحتى في أيامنا، أي منذ انشأنا الجمهورية التشيكوسلوفاكيّة، لن يخبو بريق مجده عن العالم.

  أشعر بالودّ والمحبة تجاه الجندي الطيّب شفيك، وأنا على اقتناع بأن هذا البطل المجهول والمتواضع سوف يكسب تعاطفكم، أيّها القرّاء، وأنا أحكي لكم ما جرى له في الحرب العالمية الأخيرة. على عكس ذلك الأحمق الأغريقي هيروستراتوس، جنديّنا شفيك لم يحرق معبد آرتميس في أفسس من أجل ظهور اسمه في الجرائد والكتب المدرسيّة.

  وهذا يكفي.

المؤلف     



            
(مقدّمة الجندي الطيّب شفيك لياروسلاف هاشيك، 1923)

(عن الأنكليزية عن التشيكيّة)